قبل الضربة القاضية
الذات دائما بريئة، والمتكلم وحده الحريص، والمطلوب هو دائما شيء ينبغي أن يقوم به الآخرون.
المغاربة يحبون الأفضل ولكن طريقه يكون دائما بخطوات الآخرين، والجميع شغوف بحب الوطن ولكن ينبغي أن يكتوي الآخرون بنار البرهان.
الأفضل دائما تحت الأسوأ دائما يقوم به الآخرون.
- "ونحن ؟ !"
- "عفوا، نحن مقدسون أبرياء لا يأتينا الباطل لا من بين أيدينا ولا من خلفنا " تأليه الذات والتبرز على الآخرين، هذه لعبة يتقنها الجميع.
- والحل يا عزيزي
- "امنحني الفرصة فقط وسترى"
الكل يطلب الفرصة، وف
- "لماذا فشلنا ؟"
- اقرآ الإجابة في أي برنامج انتخابي ستجد الإجابة :
- "فشلنا سببه الآخرون"
- "لماذا تتناقص الأحصنة التي تجر عربة اقتصادنا ؟ !"
- "سممها الآخرون"
- "لماذا تبرعم الإرهاب في أزقتنا وأحيائنا المهمشة ؟"
- "لقد زرع بذوره الآخرون"
ي كل مرة تتلبد السماء ولا تمطر إلا أوهاما، تعلو الجعجعة ولانرى طحينا،
- "لماذا فشلت وقد أعطيت الفرصة ؟!"
- حسنا أنني كنت أكنس أخطاء الآخرين، لم يتسنى لي فعل أي شيء. التركة ثقيلة أريد فرصة أخرى.....
المغاربة ينتظرون العقود والقاعة اكتضت بالأحلام المجهضة، والذين يتحكمون في إعطاء الفرصة وتوزيع الكلام يتعاملون بمقاسات خاصة (مقاسات بروفيلية) وفي كل مرة يدخل الجميع ويتكلم الجميع ووحدهم الذين ينبغي أن يدخلوا ويتحتم أن يتكلموا، وحدهم يبقون ماكثين في الظل يحتسون الخيبات ويكرعون نخب التهميش. فمن بمجد ليس من يطلب التمجيد، وحده الذي لم يطلب النبوة يعطى مفاتيحها، ووحده الذي يسعى للصليب، هذا درس ينبغي هضمه في معدتنا الثالثية.
أعرف في إحدى مدارسنا الوطنية أن إرسال المنتسبين إلى دورات تدريبية أو لقاءات تمثيلية في الخارج لا يتم بمقاس الكفاءة والتفوق ودرجة النباهة بل بمعيار آخر سأل عنه نبيه مغبون فكان الجواب :
- إننا نرسل من يتوفر على البروفيل المطلوب والوسامة الكافية مهنيا.
حينها رفع النبيه عينيه إلى الله وناداه :-هاهم يعيبون صنعتك يا علي السماء.
وذاب صديقنا في الظل والخيبة، لذلك فالذين يصلون ليسوا أبدا المطلوبين ولذلك يتعجب صديقنا الوطن حين ينجب النبهاء ويجد نفسه لحظة الحاجة محاطا ب (الأونتي نبهاء) ANTI-NOBAHA ..
جلد الذات أول الطريق ومصافحة الحقيقة منتهاه، ولكن ما عسانا نفعل والمطلوب دائما هو شيء ينبغي أن يقوم به الآخرون.
عمر علوي