إلى مصطفى مراد
لم يبق من معاشه غير درهم واحد
فكر مصطفى فيما يمكن أن يصنعه بهذا الدرهم البائس الذي لايستطيع أن يشتري به حتى لفافة.
رمى به فوق المنضدة ، وفكر في أن يعد قهوة تريح أعصابه المشدودة عندما دخلت صغيرته وصاحت فجأة وهي تلوح بالدرهم:
واو ، درهم جميل.
سألها مصطفى مأخوذا بفرحتها: وماعساك تصنعين بذاك الدرهم؟
وضعت دميتها وأفردت أصابعها وصاحت:
كثير، سأصحب صديقاتي في نزهة وسأشتري للبواب علبة سجائر ، وسأصحبه في سيارة ليجري كشفا بالأشعة على زوجته، وسأشتري مقلاعا أفقأ به عين المختار الذي يتتبع عورات النساء، وسأطبع الكتاب الذي صرفك عنا ، وسأنهي مأساة الموظفين الذين لم يحصلوا على رواتبهم ووو...
كان مصطفى قد بلغ نهاية الشارع، وماتزال الصغيرة تتكلم وكان البيت يكبر ويكبر ويكبر